تصريح الرئيس أوباما عن نتائج الانتخابات الأمريكية

البيت الابيض

مكتب مدير الصحافة

نوفمبر/تشرين الثاني 2016

 

تصريح السيد الرئيس

السيد الرئيس: طابت ظهيرتكم جميعا. بالأمس، وقبل الإنتهاء من عد الاصوات، نشرت أنا شريط فيديو يمكن ان شاهده بعضكم وفيه قلت للشعب الامريكي: بغض النظر عن أي جانب تصوتون له في الانتخاب، بغض النظر اذا فاز أو خسر مرشحك ، ستشرق الشمس في الصباح

وهذه واحدة من التوقعات التي تحققت فعلا. طلعت الشمس. وأنا أعرف ان الكل أمضى ليلة طويلة. كانت ليلتي كذلك أيضا. سنحت لي الفرصة للتكلم مع الرئيس المنتخب ترمب في الليلة الماضية—كان الوقت في حوالي الساعة 3:30 صباحا، على ما اعتقد—لتهنئته على الفوز في الانتخاب. وسنحت لي الفرصة لأدعوه للقدوم الى البيت الابيض غدا للكلام عن التأكد ان هناك تحول ناجح بين رئاستينا

حاليا، لا يعد سرا ان هناك خلافات جوهرية بيني وبين الرئيس المنتخب. ولكن تذكروا قبل ثماني سنوات، كانت هناك خلافات جوهرية للغاية بيني وبين الرئيس بوش. ولكن فريق الرئيس بوش كان في غاية المهنية الحرفية واللطف في التأكد من ان هناك تحول سلس لكي نبدأ بمهامنا بدون عرقلة. وما تدركه سريعا في هذا العمل هو ان مركزي الرئاسة ونيابة الرئاسة هما أكبر من أي منّا

لذا فقد وجهت فريقي لإتباع القدوة التي سنّها فريق الرئيس بوش قبل ثمان سنوات، والعمل بنفس الجدية لنتأكد من ان هذه نقلة ناجحة للرئيس المنتخب—لأننا الآن كلنا نشجعه على نجاحه في توحيد وقيادة البلد. إن الإنتقال السلمي للسلطة هو واحد من السمات المميزة لديمقراطيتنا. وعبر الاشهر القادمة القليلة، سوف نبيّن ذلك للعالم

كذلك كان لي الفرصة في الليلة الماضية للتكلم مع الوزيرة كلينتون، وكان لي الفرصة لسماع ملاحظاتها. أنا فخور بها الى أقصى حد. لقد عاشت حياة رائعة أمضتها في الخدمة العامة. كانت سيدة أولى مميزة. كانت سيناتورة ممتازة لولاية نيويورك. وما كان بمقدوري تعيين وزيرة خارجية خير منها. أنا فخور بها. الكثير من الامريكيون يقتدون بها. كان ترشحها وتسميتها حدث تاريخي يرسل رسالة الى بناتنا عبر البلد انهن باستطاعتهن النجاح في الوصول الى أعلى مستويات المناصب السياسية. وأنا على ثقة تامة انها مع الرئيس كلينتون سيستمران في تقديم عمل عظيم لخدمة الناس هنا في الولايات المتحدة وحول العالم.

أنا أعرف ان الجميع يحزنوا عندما يخسر مرشحهم في الانتخاب. ولكن في اليوم التالي يجب علينا ان نتذكر أننا فعلا جميعا في فريق واحد. هذا مجرد تنافس في مباراة رياضية. لسنا ديمقراطيون أولا. لسنا جمهوريون أولا. نحن أمريكيون أولا. نحن وطنيون اولا. كلنا نريد أفضل شيء لهذا الوطن. هذا ما سمعته في ملاحظات السيد ترمب ليلة أمس. هذا ما سمعته عندما كلمته مباشرة. وقد ارتاح لذلك قلبي. هذا ما يحتاج اليه الوطن—شعور بالوحدة؛ شعور بالشمول؛ إحترام لمؤسساتنا، لطريقة عيشنا، لسلطة قانوننا؛ والاحترام المتبادل لبعضنا البعض. أرجو منه ان يحافظ على هذه الروحية خلال هذا الانتقال، وأنا بالتأكيد أأمل ان هذا هو النحو الذي ستبدأ عليه رئاسته

كذلك قلت لفريقي اليوم ان يرفعوا رؤوسهم بفخر، بسبب العمل المبدع الذي أدوه يوم بعد يوم—والذي غالبا غير مصحوب بأي نفخ ابواق، وغالبا بدون لفت اهتمام—في وكالات، في مناطق سياسة محجوبة والتي تمكن الحكومة من العمل بصورة افضل وجعلها متجاوبة أكثر، وجعلها فعالة أكثر، وجعلها تقدم خدمة أكثر ودية لكي تساعد فعلا عدد اكبر من الناس—هذا العمل الممتاز ترك للرئيس القادم بلدا أقوى واحسن من البلد بحالته قبل ثمان سنوات

فاذا، سواء خسرنا ام ربحنا في هذا الانتخاب، هذه كانت دائما مهمتنا. هذه كانت مهمتنا منذ اليوم الاول. وينبغي على كل واحد في فريقي ان يكون فخور للغاية بكل ما فعلوه، وكذلك ينبغي أن يفتخر كل الامريكان الذين سنحت لي الفرصة بمقابلتهم عبر هذا البلد والذين يعملون بجد على البناء على هذا التقدم كل يوم. المدرسون في مدارس، أطباء في عيادات غرفة الطواريء، شركات عمل صغيرة تعمل بدؤب على النشؤ بنجاح، على ثقة تامة من تقديم معاملة جيدة لعامليهم. كل العمل المهم الذي أداه الآباء والأمهات والعوائل ومجمعات أهلية في كل ولاية. عمل يولّد تكامل هذا الإتحاد

فهذه كانت حملة طويلة وصعبة الجهاد. الكثير من رفاقنا الامريكان هم مبتهجون اليوم. والكثير منهم أقل بهجة. ولكن هذه هي طبيعة الحملات. هذه هي طبيعة الديمقراطية. هي صعبة، وفي بعض الاحيان شرسة ومزعجة، وليست دائما مصدر إلهام

ولكن الى الجيل الشاب الذي دخل في عمل السياسة لأول مرة، وربما خاب أملهم في النتائج، أود فقط ان تعلموا أنه يجب ان تبقوا متشجعين. لا تنقلبوا الى متهكمين متشائمين. قطعا لا تفكروا في أنكم لن تحدثوا فرقا. كما قالت الوزيرة كلنتون هذا الصباح، الكفاح في سبيل الحق أمر مستحق

 قد تخسر مرات في جدال ما. قد تخسر مرات في إنتخاب. المسار الذي اتخذه هذا البلد أبدا لم يكن خطا مستقيما. نحن نحيد هنا وهناك ومرات نتحرك في مسارات يظنها بعض الناس هي الى الامام ويظنها آخرون الى الوراء. وهذا لا بأس فيه. أنا قد خسرت إنتخابات من قبل. ولكن جو لم يخسر (مداعبا نائب الرئيس جو بايدن، يضحك). ولكن هل تعلموا

(نائب الرئيس يعمّد نفسه.) (يضحك.)

أنا كذلك كنت نوعا ما—

نائب الرئيس: تذكر أنك اوجعتني ضربا مبرحا. (يضحك.)

السيد الرئيس: في بعض الاحيان هذا هو فعل السياسة. نحن نحاول بأقصى جهدنا بإقناع الناس أننا على حق. وبعدها يصوت الناس. ثم اذا خسرنا، نتعلم من أخطائنا، ننغمس في بعض التأمل، نعالج جروحنا، ننفض الغبار عنا، ثم نرجع الى ساحة القتال. نعيد العمل عليها. نحاول حتى أكثر في المرة القادمة

ولكن الفكرة، مع ذلك، هي أننا كلنا نتحرك الى الامام، مع الافتراض بحسن النية في أشقاؤنا المواطنين—لأن هذا الافتراض بحسن النية هو عامل جوهري لديمقراطية حيوية وناجحة العمل. على هذا النحو تحرك هذا البلد لمدة 240 سنة. على هذا النحو تخطينا الحدود وروجنا للحرية حول العالم. هكذا وسعنا حقوق تأسيس وطننا للوصول الى جميع مواطنينا. على هذا النحو وصلنا الى هذا الحد البعيد

ولهذا السبب أنا على ثقة ان هذه الرحلة المذهلة التي نخوضها كأمريكان ستستمر. وأنا أتطلع لعمل ما في وسعي ان الرئيس المقبل ينجح في هذا الصدد. كما قلت فيما سبق، أنا أتصور هذا العمل وكأني عدّاء تتابع—أنت تتلقف العصا، تركض أسرع ما تستطيع، وبكل أمل، عندما تسلمها، تكون في مكان أبعد، حققت تقدما صغيرا. وبإمكاني القول أننا حققنا ذلك، وأريد التأكد ان التسليم ينفذ على أتم وجه، لأننا في النهاية جميعا على نفس الفريق